Catégories
أثرياء عصاميون

سليمان الراجحي الملياردير الذي بدأ حمال أمتعة

رجل أعمال سعودي، عُرف بعصاميته فرغم كونه لم يرث ثروة أو جاها يستند إلى عائلات عريقة فإنه صار يعد من كبار الأثرياء، وجعل اسم عائلته منافسا لأسماء العائلات الثرية ببلاده والمنطقة. عاش الفقر قبل أن يعرف الثروة والغنى، فآثر أن يختم حياته فقيرا كما بدأها فتبرع -وهو في كامل صحته- بثلثيْ ثروته وأوقفها على المشاريع الخيرية، أما الثلث الباقي فتركه لأولاده.

المولد والنشأة
وُلد سليمان عبد العزيز صالح الراجحي قرابة عام 1929 في منطقة البكيرية، إحدى محافظات منطقة القصيم بـالسعودية. وكان ترتيبه الثالث بين أشقائه الأربعة الذين ولدوا في واحدة من الأسر السعودية الفقيرة.

وسعيا وراء الرزق انتقل الوالد عبد العزيز الراجحي إلى الرياض مع ولديه صالح وعبد الله، ثم عاد إلى البكيرية عام 1937 ليأخذ بقية العائلة لتقيم معه. تزوج الراجحي قبل أن يبلغ العشرين من عمره.

الدراسة والتكوين
لم يلتحق سليمان الراجحي بمدارس أو مؤسسات تعليمية نظامية واختار الحياة العملية مدرسة وجامعة، أقبل عليها بوعي وذكاء فطري ناهلا من دروسها حيث لا مجال للتنظير، فالعين اللاقطة والتجارب العملية كانت بالنسبة له خير معلم، وظل هذا ديدنه في مراحل حياته المختلفة.

التجربة التجارية
منذ طفولته كان سليمان الراجحي يميل إلى العمل والتجارة، وكان صاحب عزيمة وهمة قوية في طلب الرزق لا يتأخر في المحاولة أو التعلم والاستفادة من تجارب الغير. فقد لاحظ في عام 1939 -وهو ابن العاشرة وعند مروره بجانب قصر الحكم بالرياض- وجود نساء يفترشن الأرض في زوايا القصر لبيع الزبدة.

لم يتردد الفتى في اتخاذ إحدى هذه الزوايا للقيام بنشاط تجاري أراده متميزا ولا ينافس هؤلاء النسوة،  فأحضر صفيحة مليئة بالكيروسين وبدأ بيعه مستخدما قارورة فارغة معيارا للبيع، وكانت الأرباح تصل إلى القرش أو القرشين، ولم يكتفِ بذلك فبدأ تنويع تجارة ببيع الحلوى مع الكيروسين.

تنقل الراجحي بين كثير من المهن، فعمل حمالا وحارسا لبضاعة البائعين في السوق، وفي وقت الفراغ كان يتتبع الإبل ليجمع فضلاتها التي كانت تُباع لتستخدم في الطبخ والتدفئة، كما عمل في البناء وغيره من المهن التي أكسبته خبرة بأحوال السوق ودراية بطرق التعامل ومعاملة مختلف الفئات والعقليات وبطرق التجارة.

بعد سنوات العمل الأولى -التي اختبر فيها كل أنواع المهن، وفي عام 1945 تحديدا- انتقل الراجحي إلى مدينة جدة للعمل ضمن أعمال شقيقه الأكبر صالح، وليكون مسؤولا عن النشاط التجاري الخاص بالصرافة في جدة ومكة المكرمة.

أسس الأخوان لاحقا وكالة صرافة لكي يستخدمها حجاج بيت الله الحرام. وبعد سنوات انضم إليهما الأخوان عبد الله ومحمد الراجحي.

أسس « مصرف الراجحي » ليكون أول بنك إسلامي في السعودية وأحد البنوك الإسلامية الكبرى في العالم، فامتلك العديد من الشركات المساهمة في التنمية الزراعية والصناعية ومختلف القطاعات الغذائية مثل الدواجن والأسماك، ولم ينحصر عمله في السعودية بل تجاوزها إلى دول عربية.

خلال أعماله المختلفة، كان الراجحي يجوب الآفاق بحكم عمله هاجسه وشغفه الدائم هو التجارب الناجحة، واكتساب الخبرات من مختلف البلدان وفي العديد من التخصصات. وخلال كل هذه الرحلات وأعمال الصرافة التي كان يقوم بها تعامل مع مختلف المصارف العالمية.

أثار هذا التعامل قلق الراجحي بسبب الخوف من الوقوع في المحظورات الشرعية، خاصة بعدما اكتشف 1972 دخول بعض الفوائد الربوية القليلة في حساباته، مما أكد مخاوفه ودعاه لمضاعفة البحث والتفكير للوصول إلى مسلك ومفهوم جديد ومنهج مبتكر يؤسس لعمل مصرفي إسلامي.

عُرف عن الراجحي اجتهاده ونشاطه وأنه يتابع كل دقائق الأمور بشغف، فقد صرح ابنه محمد لصحيفة سعودية بأن « اجتماعات الوالد تكون في السادسة صباحا ».

rajehi-success-students-ma

مأسسة العمل الخيري
دأب الراجحي منذ شبابه على حمل الزكوات ليوزعها بنفسه على البيوت المستحقة لها. وتعرف خلال عمله على العديد من كبار رجال الأعمال الذين يعملون الكثير من الخير ولا يحملون هم الشح وجمع المال، بل يرون أن المال الذي لديهم هو هبة من الله ليعينوا بها ذوو الحاجة، فاتخذهم قدوة له.

بدأ بوقف بعض العقارات والأراضي ثم وقف حصصا من الشركات التي يملكها بنسب محددة، فاتخذ قرارا بوقف ثلث ثروته لوجه الله تعالى. وأثناء البدء في عمل وتنظيم الإجراءات القانونية وبعد مشاورات مع العديد من أهل العلم والمشورة ورغبة منه في التقرب إلى الله؛ قرر بعد أن استشار كل عائلته أن يوزع ثروته بين الأوقاف الخيرية وأفراد عائلته خلال حياته.

وقال في هذا الصدد في إحدى ندواته « أنا ضمن الوقف، وملابسي ستكفيني حتى الموت، لا أملك ريالا واحدا بعد أن وهبت مالي لزوجاتي ولأبنائي وللوقف، عمري 84 عاما وما زلت أعمل 15 ساعة يوميا، وذاكرتي قوية بذكر الله وقراءة القرآن ».

تتعدد المؤسسات الخيرية التي تحمل اسم الرجل، وأهمها « مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية »، و »مؤسسة سليمان الراجحي الوقفية »، وغيرها بالإضافة إلى مشاريع خيرية في مجالات عدة.

Catégories
أثرياء عصاميون فكر فحالهوم

21 نصيحة في الاستثمار يقدمها لك الملياردير “وارن بافيت”

يقدم لك الخبير المخضرم وارن بافيت، أعظم مستثمري العصر، مجموعة من النصائح والاستراتيجيات في الاستثمار وبناء الثروات. فهو الذي تمكن بناء ثروة ضخمة، دون براءة اختراع معينة، أو تقدم تقني ما، أو إرث ساعده في ذلك، أو تركة استند إليها، أو وظيفة براتب كبير، ولكنه شيّد إمبراطوريته بأدوات استثمارية متاحة للجميع، بالحصافة، والحكمة، والاستثمار بذكاء، والعمل الجاد.

نصائح ربما لم تسمع عنها من قبل، بخلاف المشهورة عنه، مثل قولته الشهيرة في الإنفاق “لا تشتري ما لا تحتاجه، سيأتي يوم وتضطر فيه لبيع ما تحتاجه”. أو ما قاله في الادخار “لا تدخر ما يتبقى بعد الإنفاق، بل أنفق ما يتبقى بعد الإدخار”. أو حكمته الرائعة في المخاطرة “لا تختبر عمق النهر بكلتا القدمين”. بل سنتطرق في هذا المقال إلى جوانب أدق ينبغي أن تكون عليها شخصية المستثمر الناجح.

1- يقول وارن بافيت: “منذ فترة طويلة علمني بين جراهام (صاحب كتاب المستثمر الذكي) أن السعر ما تدفعه، أما القيمة هي ما تحصل عليه، وذلك سواء كنا نتحدث عن الجوارب أو الأسهم، لذا فاشتر البضائع ذات الجودة عندما تنخفض أسعارها.

2- الاستثمار الناجح يتطلب وقتًا وانضباطًا وصبرًا. مهما كانت الموهبة أو الجهد كبيرين، فإن هناك بعض الأشياء التي تستغرق وقتًا طويلًا، فلا يمكنك أن تنتج طفلًا في شهر عن طريق الحصول على تسع نساء حوامل.

 

3- الفرص تأتي نادرًا، لذا عندما تمطر الدنيا ذهبًا، ضع دلوًا، وليس كشتبان. (الكشتبان هو القمع الذي يغطي طرف إصبع الخياط ليقيه من وخز الإبر). والمقصود هو أن تستغل الفرص حينما تأتي أفضل استغلال ممكن.

4- تنويع الاستثمارات هو في الأصل حماية ضد الجهل المتعلق بهذه الاستثمارات، لذا من المنطقي أن يكون هذا التنوع قليلًا لأولئك الذين يعرفون ما يفعلونه.

5- مفتاح الاستثمار هو ألا تقيم مدى تأثير هذه الصناعة أو المنتج على المجتمع، أو إلى أي مدى سوف تنمو، وإنما تحديد الميزة التنافسية لأية شركة معينة، وقبل كل شيء، تحديد متانة هذه الميزة التنافسية.

6- يمكن أن يستغرق بناء السمعة 20 عاما، وهدمها لن يتجاوز 5 دقائق فقط، فإذا كنت تضع هذا الأمر في ذهنك؛ فحتمًا سوف تفعل الأشياء بشكل مختلف. واكتساب ثقة الأشخاص هي ثروة لا تقدر بثمن.

7- من الأفضل أن تمضي الوقت مع أشخاص أفضل منك، حيث إن انتقاء الشُّرَكاء الذين يملكون سلوكيات أفضل، سوف تنعكس سلوكياتهم الجيدة عليك.

8- يقول وارن بافيت «سأقول لك كيف تكون غنيًا، كن خائفًا متى كان الآخرون جشعين، وكن جشعًا متى كان الآخرون خائفين».

يعني بافيت من هذا القول أن مفتاح الاستثمار أن تشتري أثناء انخفاض الأسعار، وتبيع حينما ترتفع، فعندما تنخفض الأسعار يُحجم الجميع عن الشراء؛ مخافة المزيد من الانخفاض، فحينها يتعين عليك الشراء. وحينما ترتفع الأسعار يتوقف الجميع عن البيع؛ لتحقيق المزيد من المكاسب؛ ظنًا منهم بمواصلة الارتفاع، فحينها يتعيَّن عليك البيع.

9- إنه أفضل بكثير أن تشتري شركة «رائعة» بسعرٍ«مناسب» على أن تشتري شركة «مناسبة» بسعرٍ«رائع».

10- الفرق بين الناس الناجحين والناجحين حقًا، أن الناس الناجحين حقًا يقولون لا لكل شيء تقريبًا. يعني بافت بهذا القول أن النجاح يتطلب تركيزًا شديد، فهناك الكثير من الناس لديهم قوائم مهام طويلة to-do listss ويعملون على أن يكونوا أكثر إنتاجية، بينما في الحقيقة إن امتلاك قائمة للمهام التي لا ينبغي فعلها not-do list هو أكثر أهمية، إذا أراد الشخص أن يفعل أشياء عظيمة.

11- تعلم من إخفاقات الأشخاص أكثر من نجاحاتهم: يؤمن بافيت أن في إخفاق الأشخاص دروس وعبر أكثر من نجاحاتهم، لذا ينبغي استيعاب هذه الدروس جيدًا؛ فهي أكبر معلم.

12- إعادة استثمار الأرباح: تعلم وارن بافيت هذه الاستراتيجية مبكرًا، ففي المدرسة الثانوية اشترى هو ورفيقه لعبة الكرة والدبابيس a pinball machinee؛ ليضعها في صالون حلاقة. ومع المال الذي كسبوه منها فقد اشتروا العديد من هذه الألعاب، حتى وصلت إلى ثمانية، كانت منتشرة في المحلات التجارية المختلفة. وعندما باعوا المشروع، استخدم عائداته في شراء الأسهم، وبدء أعمال تجارية صغيرة أخرى. وفي عمر 26 كان قد جمع 174 ألف دولار، بما يعادل اليوم 1.4 مليون دولار. والمقصود أنه حتى لو المبلغ صغير، فيمكنه أن يتحول إلى ثروة كبيرة.

13- وضح كل شيء متعلق بالصفقة أو العمل قبل بدئه: حيث يوضح بافيت أن قوتك التفاوضية أو مقدار نفوذك على المساومة يكون دائمًا أكبر قبل أن تبدأ العمل، وهذا عندما يكون لديك ما تقدمه للطرف الآخر. تعلم بافيت هذا الدرس بشكل قاس، عندما كان طفلًا؛ حيث قام جده «إرنست» بتوظيفه وصديق آخر له من أجل إزالة الثلج الذي كان يغطي محل البقالة الخاص بجده، بعد عاصفة ثلجية ضربت المكان، وظل بافيت وصديقه يقومون بتجريف الثلج لمدة خمس ساعات متواصلة، حتى كادت أيديهم أن تتجمد، بعد ذلك أعطاهم جده 90 سنتًا فقط ليتقاسموها فيما بينهم. حينها شعر بافيت بصدمة كبيرة، كيف أنه قام بكل هذا العمل المضني في مقابل كسب هذا الأجر الضئيل؟ ومنذ هذه اللحظة كان بافيت يقوم بإحكام جميع الصفقات من خلال توضيح جميع تفاصيلها قبل بدئها مع الجميع بما فيهم الأصدقاء والأقارب.

14- الاستثمار في الشركات والمؤسسات التي تنتبه إلى التفاصيل الصغيرة: يستثمر وارن بافيت في الشركات التي يديرها مديرون يدققون في أصغر التكاليف مثل الشركة التي تحسب عدد لفة التواليت مثلًا، وتتأكد من أنها 5000 ورقة فعلًا؛ لمعرفة ما إذا كانت قد تعرضت للخداع أم لا.

15- الحد من الاقتراض: العيش على بطاقات الائتمان والقروض لن يجعلك غنيًا. وارن بافيت لم يقترض مبلغًا كبيرًا على الإطلاق. إنه يتلقى العديد من الرسائل التي ينفطر لها القلب من أشخاص كانوا يعتقدون بأن الاقتراض يمكن التحكم فيه، ولكنهم أصبحوا غارقين في الديون. وكانت نصيحته لهؤلاء الأشخاص: تفاوض مع الدائنين لدفع ما تستطيع، ثم عندما تكون خاليًا من الديون، اعمل على توفير بعض المال الذي يمكنك استخدامه للاستثمار.

16- تعلم كيف تدخر: يقول بافيت “أعتقد أن أعظم خطأ هو عدم تعلم عادات الادخار بشكلٍ صحيح في وقتٍ مُبكِّر؛ فالادخار عادة ينبغي اكتسابها”. ويوضح أنه إذا كانت لدى الشخص القدرة على العيش بمستوى أقل مما هو فيه الآن؛ فيمكنه صنع أول مليون دولار بسهولة كبيرة.

17- كن مثابرًا: مع المثابرة والإبداع يمكنك الفوز على منافس أكثر رسوخًا. استحوذ بافيت على شركة “Nebraska Furniture Mart” في العام 1983، لحبه وإعجابه الشديد بالطريقة التي تدير بها مؤسِّسَتها Rose Blumkinn أعمالها، المهاجرة الروسية التي استطاعت بناء هذه الشركة في البداية بقرض من أخيها مقداره 500 دولار، وبالمال الذي وفرته من بيع الملابس المستعملة؛ لتصبح أكبر متجر للأثاث في أمريكا الشمالية، حيث كانت استراتيجيتها قائمة على بيع المنتجات بأسعار أقل بكثير من المنافسين، حتى إن منافسيها الكبار اتفقوا مع المصنعين على منع التوريد لها، فقامت بالتعاقد مع مصنعين من خارج الولاية، واستمرت في بيع منتجاتها بأقل من منافسيها كما كانت، كما أنها مفاوضة لا ترحم على حد تعبير بافيت؛ حيث تجسد له الشجاعة التي لا تتزعزع، والتي تجعل من المستضعف فائزًا، ويضرب بافيت بأسلوب السيدة روز في الإدارة المثل دومًا.

18- اعرف جيدًا متى تتوقف: عندما كان بافيت في سن المراهقة ذهب إلى حلبة السباق، وعندها راهن على سباق، ولكنه خسر، ومن أجل تعويض خسارته راهن على سباق آخر، وخسر مرة أخرى، ليعود خالي الوفاض، بعدها شعر بافيت بإعياء شديد جراء ما حدث؛ حيث إنه خسر ما يقرب من أرباح أسبوع كامل. لم يكرر بافيت هذا الخطأ أبدًا مرة أخرى. حيث ينصح بأنه ينبغي أن تعرف جيدًا متى تبتعد، أو تتخلى عن الخسارة، ولا تسمح للقلق بأن يخدعك لتحاول مرة أخرى.

19- استثمر في ذاتك: يقول بافيت «استثمر في نفسك بأكبر قدر ممكن متى تستطيع، أنت أكبر أصولك الخاصة حتى الآن». ويقول أيضا «أي شيء تستثمره في نفسك يعود عليك بعشرة أضعاف». وخلافًا لأصول واستثمارات أخرى، فإن أصولك الخاصة التي هي نفسك «لا أحد يمكنه أن يحجز عليها من أجل الضرائب مثلًا، أو أن يسرقها منك».

20- تعلم عن المال.. جزء من الاستثمار في نفسك يجب أن يكون عبارة عن تعلم المزيد عن إدارة الأموال. كمستثمر، يؤكد وارن بافيت أن جزءًا كبيرًا من وظيفته هي الحد من التعرض والحد من المخاطر، وأن الخطر يأتي دائمًا من الذين لا يعرفون ما يفعلونه.

21- يقول «تشارلز مونجر» نائب رئيس شركة بيركشاير هاثاواي، والمقرب بشده من بافيت، إن سر نجاح وارن بافيت في أنه يتعلم باستمرار. لذا فأفض

Catégories
أثرياء عصاميون

أغنى امرأة عصامية بالعالم.. من الفقر و الحاجة إلى عالم المليارات

تحولت صينية كانت تتقاضى دولاراً واحداً يومياً في مصنع صغير لتصنيع العدسات، إلى أغنى امرأة عصامية في العالم بثروة تقدّر بنحو 7 مليارات دولار ومن أشهر عملائها شركة آبل وسامسونغ.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقاً يتحدث بإسهاب عن سيرة حياة الصينية “زوو كنفي” Zhou Qunfei التي نشأت بمجتمع زراعي في قرية صغيرة في مقاطعة هونان بوسط الصين وعانت من ظروف عائلية صعبة بعد وفاة والدتها في عمر الخامسة وإصابة والدها بالشلل بسبب حادث صناعي أجبرها على مساعدته في رعاية الأغنام للتمكن من تحصيل لقمة العيش.

والآن، خرجت هذه الصينية من دائرة الفقر وتغزو مجال الأعمال لتصبح أغنى امرأة عصامية في العالم متأثرة بأفكار زعيم الثورة الصينية ومؤسس جمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ الذي كان يتحدر أيضاً من نفس القرية التي نشأت بها، وكان يدعو إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتوسيع مهام المرأة لتمتد إلى مجال الأعمال.

وعلى الرغم من أنها لا تحب الظهور الإعلامي وتتميز بالرصانة والتواضع، غير أن “زوو كنفي”، بحسب وصف مجلة فوربس، “فئة جديدة من سيدات الأعمال في الصين الذين بنوا ثرواتهم من الصفر” وهو أمر نادر في عالم الأعمال حتى في اليابان التي تعتبر الدولة الأشهر في مجال الأعمال حيث لا توجد هناك مليارديرة واحدة عصامية، وكذلك في الولايات المتحدة وأوروبا، فإن معظم النساء الذين هم مليارديرات حازوا على ثرواتهم عن طريق الوراثة.

قصة نجاحها

حين كانت في الـ 16 من عمرها، قررت كنفي ترك مدرستها في قريتها الصغيرة التي كانت من الأوائل بها والانتقال للعيش مع عمها في جنوب مقاطعة قوانغدونغ أملاً في البحث عن حياة أفضل، وكانت تحلم بأن تصبح مصممة أزياء، غير أن حلمها اصطدم بالواقع واضطرت للعمل في مصنع للعدسات في دوام طويل لقاء أجر زهيد لا يتجاوز الدولار الواحد يومياً، ثم قررت العودة مجدداً إلى قريتها وفتح شركة صغيرة لتصنيع العدسات بشراكة مع مجموعة من الأقارب.

أما نقطة التحول في حياتها، فكانت عام 1993 حين تلقت اتصالاً من شركة موتورولا تطلب منها الشركة أن تكون المورد لعدسات هاتفها، لتكون أولى شركات الهاتف التي تصنع شاشات الهاتف من عدسات زجاجية غير قابلة للكسر بدلاً من العدسات البلاستيكية التي كانت تستخدم في ذلك الوقت.

وبدأت فيما بعد تنهال عليها العروض من شركات عالمية ضخمة مثل سامسونغ وغالاكسي خاصة مع رواج عصر الهواتف المحمولة لتدخل في كل منزل على هذه الكرة الأرضية وسرعان ما استطاعت توسيع شركتها وتجميع ثروات طائلة تقدر بالمليارات بفضل اجتهادها وصبرها وتفانيها في عملها أولا ، ثم بفضل حاجتك وحاجة الجميع للهواتف المحمولة.

Catégories
أثرياء عصاميون

ميلود الشعبي..من فقر الصومال إلى التربُّع على عرش أثرياء المغرب

« أشعر أن المراحل التي مرّت منها حياتي شبيهة بفضاء الكولف، كلها
حواجز وشعاب، لكن الحمد لله بالصبر والعمل الشاق استطعت التغلب عليها »، هكذا تحدث الملياردير ميلود الشعبي الذي دخل لقائمة مجلة « فوربس » السنوية لأبرز مليارديرات العالم، بعد أن قُدرت ثروته الصافية بـ 2.9 مليار دولار ليحتل بذلك المرتبة 401 ضمن أثرياء العالم، وأولهم مغاربيا، وأبرزهم إفريقيا.

مؤسس ومدير عام مجموعة « يينا » التي تعني بالأمازيغية « أمي » انطلق في شق مساره الحياتي من الصفر. من الجوع والفقر ورعي الغنم، إلى الغنى وتأسيس هولدينيغ يضم اليوم أزيد من 70 شركة تعمل في أهم المجالات الاقتصادية بالمغرب. يقول ميلود الشعبي بفخر وكبرياء: « لقد كانت أسرتي تعيش فقر الصومال، حتى إن أخي توفي متأثرا من الجوع.. ماتت البهائم ومرضت.. 8 سنوات متتالية من الجفاف والعطش عشناها.. لقد كنا نموت من الجوع والعطش ».

أمام الظروف القاسية التي عاشها ميلود الشعبي وأسرته في أواخر ثلاثينات القرن الماضي، قرر الشاب النحيف أن يتوه باحثا عن حياة أفضل له ولأسرته بعد أن كان راعيا للغنم بمنطقة « شعبة » بالشياظمة بضواحي مدينة الصويرة. انتقل الشاب ميلود في بادئ الأمر إلى مدينة مراكش التي لم يمكث فيها طويلا قبل أن يشد الرحال إلى مدينة القنيطرة حيث عمل في البناء كمُياوم بأجر يومي زهيد، لكن دخوله للعمل في هذا المجال كان بمثابة البوابة التي من خلالها سيؤسس أواخر سنة 1948 أول مقاولة في أشغال البناء والإنعاش العقاري، والتي ضمّت عاملين فقط، قبل تتطور المقاولة بشكل سريع رافقه إصرار الشعبي على صناعة مستقبله المهني بنفسه، وعلى طريقته الخاصة التي لا تحتاج لشواهد عليا من جامعات عريقة أو دروس في عالم المال والأعمال، بل إلى « الاكتواء بنار الخسارة وتذوق حلاوة النجاح » يقول الشعبي الذي يصف سر نجاح مجموعته « يينا هوليدانغ » التي توظف اليوم ما يزيد عن 1800 عامل بأنه « نجاح لقوة الإيمان التي يتمتع بها وثقته في الله ».

سنة 1963 كانت منعرجا حاسما بالنسبة لميلود الشعبي. في هذه السنة بالذات تم انتخابه رئيسا لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة القنيطرة، وهو ما سمح له أيضا برئاسة جامعة الغرف التجارية والصناعية بالمغرب، حيث نسج العديد من العلاقات التجارية مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين بالمغرب، وهو ما أهله لفهم السوق وحاجياتها، مما ساعده على تنمية ثروته التي تضاعفت ليؤسس سنة 1986 « يينا هوليدينغ » التي تفرعّت عنها العديد من الشركات خاصة في المجال الصناعي عبر GPC المتخصصة في صناعة الكارتون وشركة « سنيب » المتخصصة في البيتروكيماويات و »ديماتيت » و »إلكترتا » المتخصصة في بطاريات السيارات، كما يملك الشعبي سلسلة فنادق « رياض موكادور » و »سواق السلام » دون إغفال فرع « الشعبي للإسكان » وهو فرع من فروع الهوليدانغ المتخصصة في السكن الاقتصادي.

وفي سنة 1987 قلدّ المرحوم الحسن الثاني ميلود الشعبي وساما من درجة فارس لما يقدمه للاقتصاد الوطني من خدمات. مكافأة الحسن الثاني للشعبي كانت بمثابة القوة الدافعة له بعد المضايقات التي وجدها من الوزير القوي حينها في الداخلية إدريس البصري.

مرّت الأيام، وتقوى الشعبي ماليا بكاريزما اقتصادية رهيبة، جعلت الملك الحالي محمد السادس يوشحه بوسام من درجة ضابط ووسام المكافأة الوطنية من درجة قائد. وفي سنة 2004 اختارته مجلة « ماروك إيبدو » رجل السنة. وفي سنة 2011 حلّ الشعبي في المركز 49 ضمن قائمة أغنى 50 عربيا، لما حققته شركاته من أرباح في جميع الدول التي يستثمر فيها الشعبي من قبيل ليبيا وتونس ومصر والإمارات العربية والعديد من دول الساحل الإفريقي.

ومع كل هذا النجاح « يعترف » ميلود الشعبي أنه ما كان ليتحقق لولا زوجته الحاجة ماما التي عقد قرانه عليها سنة 1955 فهي التي « ضحّت كثيرا في تربيتها للأبناء، في وقت كنت فيه أنا مشغولا بمشاريعي، وهي التي كانت تمنحني القوة والصب لمواجهة الأزمات الاقتصادية.. إنها امرأة متدينة استشير معها في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بمشاريعي » يقول ميلود الشعبي بشيء من الدفء.

بعد كل « الكوارب » الحياتية التي عاشها ميلود الشعبي، والفقر الذي لازمه في بداية حياته، تغيرت أحوال الرجل البدوي الذي كان راعيا للغنم ليصبح اليوم من عشاق سيارات الفيراري والجاغوار التي يقودها بعد لعبه لرياضة الغولف، قبل أن يعود لبيته الرباطي المجاور لسفارة باكستان، ليفكر في مشاريعه من بيته الفسيح، وفي عطله التي غالبا ما يقضيها غالبا بإيطاليا.

ومع كل هذا المسار الناجح لرجل عصامي لم يدخل المدرسة قط، وليس في ذاكرته صورة لقسم، صنفت مجلة « فوربس » الأمريكية ميلود الشعبي، 83 عاما، في المرتبة الأولى كأول ثري مغربي ينام على ثروة قدرت بـ 2.9 مليا دولار ومركز عالمي بين أغنياء العالم هو 401.

المصدر
hespress.com/economie/49662.html