اشعر بالإثارة تجاه الحياة: إنها حياتك وليس مجرد تجربة أداء !!! كم من يوم قضيته داخل مدرستك أو جامعتك تتمنى أن يمر بسرعة وكم من يوم مر عليك في عملك وأنت ترجو أن يمر كلحظة. أمر مجنون، لأنه يبدو وكأننا نحذف يوما بعد يوم حتى تنتهي حياتنا …..
استمتع بحياتك وعش الدهشة وان لم تتقنها فتعال معي أدلك على أساتذتها…
إنهم الأطفال، مبدعون بلا حدود، يعيشون اللحظة ولا يهتمون للماضي، لايقولون ماذا سأفعل غدا أو ياليتني ما فعلت كذا، يحسون باللحظة ويكتشفون مكنوناتها.
ولن أنسى يوما أردت أخذ بنت أختي صوفيا التي لم تتجاوز السنة، عند صديقي، كنت أحملها بين يدي وأرقب حركاتها، كانت في منتهى الدهشة تقوم بملاحظة كل صغيرة وكبيرة أمامها.تفتح فمها أحيانا، وتلوح بيديها أحيانا أخرى لتلفت انتباهي علها تعلمني بفطرتها فن الإحساس باللحظة. كانت تستمتع بكل شي ويظهر ذلك في ابتسامتها الحلوة. لاتضيع لحظة واحدة من دون أن تتبع إحساسها. وكانت تقول “ضو” كناية عن الضوء فهي تعشق رؤية الضوء وتكتسحها البهجة عند رؤيته – كأمل يلوح لنلحظه نحن- استمتعت رغم أنها لم تكمل فرحتها، فبمجرد رؤية صديقي دخلت في بكاء طويل كأنه قطع عليها لحظات إحساسها بجمالية اللحظة ودهشتها. واليك الدكتور مصطفى محمود يقول : “أريد لحظة انفعال، لحظة حب، لحظة دهشة، لحظة اكتشاف، لحظة معرفة، أريد لحظة تجعل لحياتي معنى أن الحياة فقط من أجل لقمة العيش لامعنى لها، لأنها مجرد استمرار لا أكثر“.
وصدق الشاعر فاروق جويدة حين يقول:
أشتاق كالأطفال ألهو..
ثم أشعر بالدوار وأظل أحلم بالذي قد كان يوما..
أحمل الذكرى على صدري شعاعا..
كلما أختنق النهار
فتحمس لحياتك، اجعلها كلها إثارة ومتعة حقيقية وارغب في معرفة الجديد….
أشعل فتيل حماسك من جديد وجدد حياتك وأقبل عليها بكل ألوانها.
“الإنسان الذي يفقد قدرته على الدهشة فقد حماسه للحياة ورغبته في إثراء معارضه وتجاربه الإنسانية وحينها ستتجمد مشاعره ولا يعود صالحا لشيء إلا للموت”
عبد الوهاب مطاوع