(أنواع الشراكات أربع (المال , الجهد , المعرفة , العلاقات)

0
1390

تصلني الكثير من الأسئلة يوميا عبر طرق التواصل المتعددة حول موضوع الشراكة و كيف يكون توزيع الحصص بين الشركاء و غالبها تدل على أن السائل مازال بداية طريقه , وهذا ليس بعيب ياصديقي و خطوة جيدة أن تبدأ بالسؤال و لكن أنصحك بأن تقرأ و تبحث أولا قبل أن تسئل حتى تستطيع طرح السؤال الصحيح لتصلك بالتالي الإجابة الصحيحة

في هذه المقالة الخفيفة أتمنى ذلك –  سوف أقوم بتلخيص ما سبق و أن تحدثت عنه في هذا المجال لعلها تكون بداية لكم لتبدؤ في الطريق الصحيح

زواج كاثوليكي

الشراكة زواج كاثوليكي , قالها لي أحدهم يوما ما , و هي فعلا كذلك , و هي للدلالة على صعوبة فك الارتباط و الانفصال عن الشريك إذ أن الزواج الكاثوليكي لايمكن فيه فك الانفصال بين الشريكين \ الزوجين بسهولة , و عادة ما يكون هناك أثار مدمرة على الطرفين و خصوصا بأنه ليس هناك حق القوامة أو العصمة في يد الرجل الذي يعتبر هنا هو القائد و صاحب القرار النهائي كما في دين الإسلام

لذا وجب الحذر ثم الحذر عند عمل الشراكات و بالتأكيد اختيار الشريك المناسب الذي سيبقى معك مدى الحياة

كلما كانت العقود وسخة كانت أقرب للنجاح

هذه الجملة قالها أو فيما معناهاالتاجر الكبير و رجل الأعمال الشيخ سليمان الراجحي, و دلالتها أنه عليك توثيق و كتابة كل شيء و ايضاحه بالعقود لكي لا يترك أي مجال لهوى النفس أو التفسيرات أو التكهنات و هذا أقرب للنجاح

أكثر أسباب فشل الشراكات

بخبرتي المتعددة في عمل الشراكات التي بائت بعضها بالفشل وبعضها تم التخارج بالتراضي و بعضها كانت سبب للدخول في المحاكم وبعضها مستمر و يكبر و لله الحمد , فإن أكبر أسباب فشل الشراكات أو عدم استمراريتها هو عدم الوضوح من البداية و ترك المجال للتوقعات , يعني أنا أتوقع أن شريكي سيقوم بكذا و هو يتوقع مني أن أقوم بكذا و قد يستحي هو مني أو أستحي انا منه في طرح أمور بديهية قد تبدوا لي أو له , و بعد ذلك قد تكون هذه هي أسباب المشاكل , فلذا من ألأفضل أن يتم التعاقد و التكاتب في كل صغيرة و كبيرة و ايضاح ماهو واضح على الورق و كتابة عقد موثق

ولكن انتظر هل أنت بحاجة لشريك فعلا؟

الشراكات أربع أنواع:

  • شريك بالمال فقط و هذا لا يسمى شريك بل يسمى ممول أو مستثمر

  • شريك بالجهد فقط و هذا لا يسمى شريك بل يسمى موظف أو أجير

  • شريك بالمعرفة فقط و هذا لا يسمى شريك بل يسمى مستشار

  • شريك بالعلاقات فقط و هذا لا يسمى شريك بل يسمى وسيط

إن لم تكن هذه الأربع (المال , الجهد , المعرفة , العلاقات) مجال للشراكة , فأين تكون مجالات الشراكة إذا؟

الشريك لا بد أن يملك 3 من هذه الأربع على الأقل و عليك أنت أيضا أن تملك 3 من هذه الأربع على الأقل , و يجب أن يكون أحدكما ملما في أحد أو أكثر من هذه المجالات بشكل أكبر من الشريك الثاني على أن يقوم الشريك الأخر باكمال النقص الذي لديك في أحدها

مثلا محمد لديه (معرفة بالبرمجة ويمكن أن يمارسها , و خبرة طويلة في تطوير التطبيقات , و علاقات بناها خلال سنوات يمكن أن تجلب زبائن محتملين)

الشريك المناسب لمحمد سيكون خالد (يملك مال للتمويل , علاقات جيدة أيضا يمكن أن تجلب زبائن جدد , و معرفة في الإدارة ويمكن أن يمارسها)

هنا يمكن أن تكون هناك شراكة ناجحة بين محمد و خالد

أما في حال كان لدى خالد (علاقات فقط) و محمد (موهبة بالبرمجة فقط) , فهذا يعني أن هناك خلل ونقص و يحتاج الشريكين إلى من يكملهم و بالنهاية سيكون هناك مشكلة في هذه الشراكة و لا بد أن يتم توثيق ذلك في العقد , لكي لا يعتقد محمد بأن خالد سوف يقوم بالتمويل و أيضا لكي لا يعتقد خالد بأن محمد سوف يقوم بإدارة الشركة لانه فقط سيقوم بالبرمجة

من هو الشريك المميز بين الأربع إذا؟

كما اتفقنا سابقا يتم اعتبار الممول بالمال فقط مستثمرا وهو الأعلى في أن يحصل على حصة من أسهم الشركة من دون باقي الشراكات الثلاث المتبقية (الجهد , المعرفة , العلاقات) إلا في حالة واحدة فقط , إن كان أحد هذه الشراكات الأربع مهما جدا و مفصلاً محوريا في تكوين الشركة و لا يمكن تعويضها أو استئجارها بالمال

مثلا شخص لديه معرفة و هي عبارة عن اختراع مسجل و لا يمكن تقليده, أو شخص لديه علاقات معينة ضرورية لكي يمكن ادارة العمل و دون هذه العلاقات لا يمكن اتمام العمل , أو شخص يمكنه القيام بجهد معين لايمكن ايجاد مثيل له

أمثلة:

صاحب الجهد الذي يمكن أن يكون شريك هو: ممثل ذو موهبة فريدة , أو لاعب رياضي متفوق , أو مبرمج لديه خبرة طويلة و تجارب أو حرفي ذو صنعه

صاحب العلاقات الذي يمكن أن يكون شريك هو: في حال كانت الشركة تحتاج إلى تصاريح خاصة من الحكومة مثلا و يمكن لصاحب العلاقات أن يؤمنها , أو تحتاج إلى دخول مجال تم احتكاره من قبل تجار معينين وصاحب العلاقات يمكنه أن يجعلك تقتحم هذا المجتمع الذي تم احتكاره

صاحب المعرفة الذي يمكن أن يكون شريك هو: شخص لديه براءة اختراع مسجلة , أو شخص لديه معرفة ستستخدم و تباع كمنتج , مثلا شخص لديه امكانية في التخطيط الاستراتيجي و سوف تقوموا ببناء شركة متخصصة في عمل الخطط الاستراتجية للشركات كخدمة أساسية من شركتكم

لماذا صاحب المال أفضلهم؟

لأن المال يمكنه أن يوظف صاحب الجهد بأجر شهري و يمكن للمال بأن يقوم بشراء خدمات استشارية من صاحب المعرفة , كما يمكن للمال أن يجلب من لديهم علاقات لكي يقوموا بالحصول على عمولات أو اجر وساطة مقابل توظيف علاقاتهم

كيف اذا لا يمكن لصاحب المال أن يكون شريك؟

لأن الشراكة تعني أكبر من ذلك , كما أن صاحب المال الذي لا يملك سوى المال يعد أسوء الخيارات , لأنه ان انتهى المال لن يقوم بمساعدتك في شيء أخر , و كما جرى الحال فإن صاحب المال يكون لديه علاقات و في الغالب تكون لديه خبرة فإنه سوف يساعدك في توجيهك بخبرته و يفتح لك الأبواب عبر علاقاته و ذلك لأن هدفه الأكبر هو أن لا يخسر أمواله التي استثمرها معك و يود أن ينميها

اذا ابحث عن مستثمر و لا تبحث عن شريك

كما ذكرنا سابقا بأن المستثمر بالعادة سوف يقدم لك أكثر من المال لأن هدفه هو أن ينمي استثماراته , و يمكن للمال بالغالب أن يستأجر الخدمات التي تحتاجها و تعوض النقص بواسطة المال

السؤال هنا كيف يتم الاستثمار؟

في الغالب يتم طرح نسبة صغيرة من أسهم الشركة للأستثمار , مثلا 10% أو أقل و ذلك لتمويل الشركة في البداية , و هذا يتم بناء على عمل تقييم أولي للشركة و دراسة لما سيتم الوصول له بالمستقبل , ولنقل بأنه تم تقييم الشركة بقيمة (مليون ريال) فإن المستثمر سوف يقوم بضخ (100 ألف) في الشركة مقابل حصوله على (10%) و هذه الأموال سوف تضخ بالشركة لتشغيلها و لا تدخل في جيب صاحب الشركة

بعد فترة بالتأكيد سوف يتم انتهاء مبلغ (100 ألف) و سوف تحتاج إلى المزيد من الأموال للتوسع و النمو و عندها يمكن بيع ما نسبته (10%) أخرى ولكن هذه المرة مقابل قيمة أكبر , حيث أن قيمة الشركة اليوم بعد أن تم استنفاذ ما قيمته (100 ألف) فيها أصبحت في وضع أفضل من السابق و لذا لربما أصبحت قيمتها (3 مليون) و لذا فإن قيمة (10%) الثانية ستكون (300 ألف) بدلا من (100 ألف) و هنا سوف يكون المستثمر الأول ربح بأن قيمة أسهمه ارتفعت 3 أضعاف و صاحب الشركة استفاد بأن قيمة شركته أصبحت أكبر و مازال يملك ما قيمته 80% من الشركة

مع الوقت سوف يقوم صاحب العمل ببيع حصة صغيرة في كل مرة من شركته و يراها تكبر أمامه و قيمتها تعلو و بالنهاية ستكون قيمة الأسهم المتبقية لديه مهما كانت نسبتها مرتفعة جدا

ماذا لو طلب صاحب المال حصة كبيرة مقابل استثماره؟

تخيل معي السيناريو التالي وهو بعد أن تم تقييم الشركة بقيمة (مليون), طلب المستثمر أن يضخ ما قيمته (800 ألف) وهو في الغالب ما لن يكون ضروريا في بداية الشركة فإن المستثمر سوف يملك (80%) من الشركة , اذا و بعد انتهاء رأس المال من أين سوف يتم تمويل الشركة للمرحلة القادمة؟ , من سيبيع من حصته؟ بالتأكيد أنت كصاحب الشركة فلن يستغني المستثمر عن أسهمه و هنا سوف تصاب أنت كصاحب شركة بخيبة الأمل و لن يصبح لديك هذا الشغف الكبير الذي كان لديك في البداية لهذه الشركة إذ أصبحت أنت من البداية أقلهم نسبة و أقلهم قيمة

سأضطر للتوقف هنا لأن الموضوع يحتاج إلى تنسيق حتى يمكن طرحه كموضوع : )

المصدر : مدونة محمد بدوي